رؤية قيادة (سابك)

تمثل إحدى أولوياتنا الرئيسة في تأمين عائدات الاستثمار طويلة المدى لمساهمينا، وقد نجحنا عام 2022 م في بدء تشغيل العديد من المشاريع الرئيسة التي ستسهم في تحقيق هذه الغاية:

- نجحنا بالتعاون مع شريكنا (إكسون موبيل) في بدء تشغيل مرفق مشروع تنمية ساحل الخليج، وهو أول استثمار رئيس جديد لنا في مجال البتروكيماويات بالأمريكيتين.

- بدأنا التشغيل التجاري لمصنع جلايكول الإيثيلين الجديد في الجبيل، ما مكننا من المحافظة على ريادتنا العالمية على مستوى إنتاج هذه السلعة الكيميائية.

- افتتحنا مبنى جديدًا في الجبيل يتميز بالكفاءة في استخدام الطاقة، ويحقق الحياد الكربوني؛ وذلك في إطار توقعاتنا الكبيرة بشأن حجم النمو الاقتصادي المستدام الذي سينطلق من هذا الجزء من العالم.

بالطبع لا يمكن للأصول الجديدة وحدها أن تضمن تحقيق الأرباح، ولكن أثق في قدرة (سابك) على فعل ذلك من خلال إدارة أصولها بمهارة، والتعامل مع المخاطر الكامنة في الديناميكيات المعقدة للعرض والطلب العالميين.

نظرة مستقبلية للمديين القصير والطويل

في صناعتنا، من المعروف أن مستقبل الأعمال يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصعود وهبوط الاقتصاد لعالمي. وفي ظل الظروف الحالية يُتوقع أن يشهد عام 2023 م انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة %1.5 ، وتراجع معدل عمليات التشغيل الخاصة بالإيثيلين بنسبة %2 بينما يظل التضخم مرتفعًا رغم اعتدال حدته.

يستلزم ذلك بقاء (سابك) على أهبة الاستعداد في جميع الأوقات حتى لو كانت الظروف جيدة. ولأننا ندرك أنه عند حلول الأوقات الصعبة سيكون على (سابك) إما أن تتحمل تأثيرها أو تتجنبها، نعمل على تعزيز مرونة الشركة وقدرتها لمواجهة الظروف المتغيرة من خلال التركيز على أولويات باقة من المبادرات التي تساعدنا على تحقيق ذلك. تتناول هذه المبادرات موثوقية أداء التصنيع وإدارة التدفق النقدي وترشيد التكلفة.

ومع ذلك، هناك فرص نمو تتجاوز الظروف المرتبطة بدورات الأعمال المتغيرة، ولاقتناص هذه الفرص تعوّل (سابك) مرة أخرى على قوة علاقاتها التجارية واستمرارية تلك العلاقات، لا سيما تعاونها مع (أرامكو السعودية) الذي يفتح آفاقًا من العمل المشترك يمكن من خلالها تحقيق تكامل أعمق وأوسع. وتتجسد أوجه التعاون هنا في عدد من المشاريع الجديدة الجريئة المُقرر إقامتها في بولندا وماليزيا والمملكة العربية السعودية التي أعْلِنَ عنها في عام 2022 م. وُيمكننا تسخير أوجه التكامل والتعاون للنمو وفقًا لاستراتيجية أعمال (سابك)، التي تستهدف إيجاد قيمة مستدامة عبر تنمية الثروة البشرية وحماية كوكبنا وتحقيق الازدهار للاقتصاد الوطني.

وُيعد الانضباط الصارم في استثماراتنا الرأسمالية أحد العناصر الأساسية لاستراتيجية أعمالنا، خاصة في أوقات ارتفاع تكاليف رأس المال. وبالنظر إلى الوضع الحالي للاقتصاد العالمي، فقد خفضنا بحكمة نسبة معتبرة من النفقات الرأسمالية التي كنا قد خططنا لها في الأصل لعام 2022 م.

على صعيد آخر، وفي إطار عزمنا إدارة أعمالنا على نحو مسؤول ومربح للمدى الطويل، نحرص أيضًا على دمج الاعتبارات الخاصة بالممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في جميع قراراتنا الاستثمارية. لذلك دأبنا على تعزيز إجراءات العمل والأنظمة الداخلية لضمان الامتثال لهذه الممارسات على مختلف المستويات بدءًا من مجلس الإدارة وصولًًا إلى المشغلين في ساحات المصانع.

الريادة الوطنية في مجال الكيماويات:

تحرص (سابك) على تقييم أدائها ليس فقط على مستوى الممارسات الاجتماعية والبيئية وحوكمة الشركات ولكن أيضًا على مستوى أدائها الاقتصادي، وذلك ضمن إطار حوكمة شامل، ما يُمكّنها من مواصلة ريادة صناعة الكيماويات في المملكة وفق نهج سديد ينسجم مع أهداف (رؤية السعودية 2030 م). وفي هذا الإطار لا تتوانى (سابك) عن دعم الجهود التي ترى أنها تصب في مصلحة الأطراف ذات العلاقة عندما يتعلق الأمر بالإفصاحات الإلزامية، والتصنيفات الائتمانية، والتقييمات البيئية، وحسابات الكربون.

تُعد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثالًًا لذلك؛ ففي عام 2021 م أعلنا التزامًا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 م في جميع العمليات التي تخضع لسيطرتنا وليس فقط عملياتنا بالمملكة، مع مراعاة الظروف المحلية المختلفة لكل موقع. وكخطوة مبكرة في مسيرتنا نحو هذا الهدف نسعى إلى تحقيق إنجاز مرحلي في عام 2030 م يتمثل في تقليل الانبعاثات بنسبة 20 ٪ مقارنةً بعام 2018 م.

وبشكل عام، نضع نصب أعيننا للمدى الطويل الحد من الانبعاثات على امتداد سلسلة القيمة الكاملة لمنتجاتنا بدءًا بمواد اللقيم التي تستخدم في منشآتنا الصناعية وصولًًا إلى طريقة التخلص من المنتجات. وُيعد هذا الهدف أكثر شمولًًا وتعقيدًا من الالتزام المذكور، لأنه يشمل موردينا وزبائننا ومورديهم وزبائنهم، كما يستلزم بناء فهم مشترك بين صانعي السياسات والجهات التنظيمية والتمويلية.

والتزاما بالعمل في هذا الاتجاه، وقعت (سابك) - على سبيل المثال - اتفاقية رعاية وشراكة ابتكارية طويلة الأمد مع (فورمولا إي)، حيث تنسجم هذه الخطوة مع مبادرتها (بلو هيرو ^TM) التي تهدف إلى توفير الحلول المثلى لأنظمة بطاريات السيارات الكهربائية، وتعزز في ذات الوقت علامة (سابك) التجارية التي تحظى بالفعل بمكانة عالية كونها ثانية أكبر العلامات التجارية من حيث القيمة بين شركات الكيماويات العالمية.

عوامل النجاح الرئيسة:

حققت (سابك) نجاحات كبيرة طوال مسيرتها، ولم يكن لنجاحاتها أن تستمر دون الرؤية الحكيمة والمُلهمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله. وكان الدعم المتواصل من وزارة الطاقة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزير الطاقة أحد عوامل النجاح المهمة بالنسبة لنا.

كما أنني - بالإنابة عن مجلس إدارة (سابك) - أود اغتنام هذه الفرصة لأوجه الشكر لموظفي (سابك) وموظفاتها لتفانيهم والتزامهم، وأشكر كذلك زبائن (سابك) وشركاءها ومورديها ومقاوليها مقدرًا دعمهم البناء ومعاونتهم (سابك) لتسجيل أداء متميز من شأنه أن يدعو مساهميها إلى التفاؤل بشأن المستقبل.

نمو وريادة:

بغض النظر عن الدورات قصيرة الأجل التي تمر بها الصناعة، فإن (سابك) على وشك دخول مرحلة جديدة من التطور ستكون نقطة انطلاق لحركة نمو أعمالها للمدى الطويل، وسوف تحافظ خلال هذه المرحلة على قوة مواردها المالية هدفًا لا هوادة فيه، وتؤسس علاقات تعاونية أقوى وأوثق، وتُركز على تطوير وابتكار تقنيات جديدة، وتُنمي عناصر قيادية واعدة ذات رؤى بصيرة تدعمها روح الاستدامة.