كلمة رئيس مجلس الإدارة
المهندس خالد بن هاشم الدباغ

رئيس مجلس إدارة (سابك)
تملك (سابك) ميزانية عامة قوية يدعمها تصنيف ائتماني مستقل (A+/A1) وهو الأعلى في الصناعة، ما يُمكنها من التعامل مع الطبيعة الدورية للأعمال، مع المحافظة على انضباط رأس المال.
تشغل (سابك) مكانة فريدة ومتميزة بين الشركات العالمية، بعد مسيرة تنموية انطلقت من المملكة العربية السعودية، وتوسعت عالمياً لتدخل أسواق الاقتصادات سريعة النمو، واستطاعت الشركة أن تبني روابط راسخة مع الأطراف المتنوعة في سلاسل القيمة الخاصة بمنتجات الكيماويات. وبفضل الأسس المتينة التي ترتكز عليها أعمال (سابك)، بما في ذلك المرونة المالية، والحوكمة المنضبطة، والتقنيات المتطورة، والنظرة الاستراتيجية للنمو طويل الأجل، تمتلك الشركة العناصر الأساسية اللازمة للنجاح في صناعة عالمية شديدة التنافسية تتسم بالتغييرات العميقة.
وبوصفي رئيساً لمجلس إدارة (سابك)، ألمس دائماً الشغف والحماس المستمرين لدى موظفي الشركة، وأجد أن محادثاتي وتفاعلي معهم تزيد من ثقتي في قدراتهم على مواصلة السعي لتحقيق التميز، رغم حالة عدم اليقين التي تواجه صناعتنا. ولدعم الخطى الحثيثة في (سابك) نحو التميز المنشود، يعمل مجلس الإدارة مع القيادة التنفيذية لمراجعة واعتماد استراتيجية الأعمال وخطط الاستثمار، مع الأخذ بعين الاهتمام الفرص المتاحة والمخاطر المحتملة، ويشرف المجلس على تخصيص الموارد لتنفيذ استراتيجيتنا، وإيجاد قيمة دائمة.
تمتلك (سابك) المقومات التي تمكنها من تقديم نموذج استثماري ناجح، فإلى جانب موقعها الجغرافي المتميز، تتمتع الشركة بمواهب وكفاءات بشرية مؤهلة، وتطبّق تقنيات متفوقة تحرص على تطويرها بشكل مستمر. كما تملك (سابك) ميزانية عامة قوية يدعمها تصنيف ائتماني مستقل (A+/A1). وهو الأعلى في الصناعة، ما يُمكنها من التعامل مع الطبيعة الدورية للأعمال، مع المحافظة على انضباط رأس المال. وفي العام 2024م، رفعت وكالة (موديز) تصنيفنا من (A1) إلى (AA3) بعد ترقية التصنيف السيادي للمملكة العربية السعودية، ما عزز موقفنا المالي بشكل أكبر. وعلى مدار نصف عقد مضى، توسع حضورنا ودورنا في أسواق رأس المال العالمية، ونجحنا في مواصلة التزامنا بتقديم عوائد ثابتة للمستثمرين، من خلال سجل حافل من الأرباح المستقرة.
واليوم، تبلغ نسبة أسهمنا الحرة للتداول 30%، فيما ارتفعت مشاركة المستثمرين الأجانب من 1% فقط في العام 2018م، إلى 6.17% عام 2024م. ومع مواصلة المملكة الاندماج في الأسواق العالمية، تستمر (سابك) بالتقدم، وتعمل بجد للتواصل مع المستثمرين، وتعزيز وضعها المالي، وضمان الشفافية في ممارسات الحوكمة لديها.
يحرص مجلس الإدارة، بوصفه مسؤولاً عن رؤية (سابك) طويلة الأجل، على الالتزام بضمان تقديم القيمة المستدامة لمساهمي الشركة، مع المحافظة على المرونة المالية في ظل تغيرات الصناعة المتطورة، والتحديات المتعلقة بالاقتصاد الكلي. في العام 2024م، ركّزنا في (سابك) على إدارة باقة أعمالنا، وكفاءة إدارة رأس المال، وحرصنا كذلك على تعزيز الاستثمارات الاستراتيجية لمواجهة التحديات المستمرة في السوق، التي تشمل، بين أمور أخرى، الطاقة الإنتاجية الفائضة، وضغط الأسعار في المناطق الرئيسة، والمحافظة على المكانة التنافسية للشركة.
أعلنا عن توزيع الأرباح المرحلية للعام 2024م بواقع 3.4 ريال سعودي للسهم الواحد، بإجمالي 10.20 مليار ريال سعودي (2.72 مليار دولار أمريكي). وبلغ صافي النقد 3.01 مليار ريال سعودي (0.81 مليار دولار أمريكي) بنهاية العام 2024م. وفي إطار حرصنا على اتباع أفضل الممارسات، عدّلنا قواعد الإفصاح عن قرارات مجلس الإدارة بشأن توزيعات الأرباح المرحلية، للتأكد من أن الأرباح تعكس الأداء المالي للشركة بشكل أكثر دقة.
وعلى صعيد آخر، واصلت علامة (سابك) التجارية أداءها القوي بقيمة بلغت 4.9 مليار دولار أمريكي في العام 2024م، ما يُعزز مكانتنا باعتبارنا ثاني أكبر العلامات التجارية قيمة في صناعة الكيماويات، وتعكس المُحافظة على هذه القيمة في سوق مُتغيرة، حجم الثقة التي نجحنا في بنائها مع الزبائن، والتزامنا المتواصل بتمكين نجاحهم.
يُعد توجيه عملية التحول الاستراتيجي للشركة من أبرز مهام مجلس الإدارة، وفي صميم هذا التحول هناك أربع مُمكِّنات استراتيجية مترابطة معاً، هي التحوّل، وإدارة باقة الأعمال، والنمو، وإيجاد القيمة. وعوضاً عن تقديم مبادرات مستقلة، تُشكل هذه الممكِّنات الاستراتيجية معاً إطاراً موحداً لتعزيز مكانة (سابك) التنافسية. كما يُشرف مجلس الإدارة على تنفيذ هذه الاستراتيجية، والتأكد من أن الاستثمارات تتماشى مع خطط النمو طويل الأجل، وحجم العائدات الاقتصادية، ويحرص المجلس كذلك على تحسين الأصول ذات الأداء الضعيف هيكلياً أو تسييلها إن لم يكن ذلك مجدياً.
تتمحور استراتيجيتنا في (سابك) حول الابتكار القائم على الاستدامة، وفي ظل الضغوط التي تدفع نحو إعادة تشكيل صناعتنا، ومنها التوجه العالمي نحو حلول منخفضة الكربون، وتدوير المنتجات، والتحول في مجال الطاقة، تحرص (سابك) على أخذ هذه الضغوط في الاعتبار، وتدمجها في استراتيجية باقة أعمالها الأساسية. حققنا هذا العام إنجازاً مهماً في إطار تعاوننا مع شركتي (باسف) و(ليندي)؛ من خلال بدء تشغيل أول مصنع تجريبي واسع النطاق في العالم يضم فرناً للتكسير بالتسخين الكهربائي في موقع شركة (باسف) في مدينة لودفيغسهافن بألمانيا. كما أطلقنا مجموعة جديدة من منتجات الميثانول منخفض الكربون التي تتضمن استخدام ثاني أكسيد الكربون المُلتقط كمادة لقيم، واعتماد هذه المنتجات بشهادة البصمة الكربونية من قبل برنامج الشهادة الدولية للاستدامة والكربون (ISCC).
وتؤدي (سابك) دوراً مهاً في دعم (رؤية السعودية 2030)، وبوصفنا شركة وطنية رائدة في مجال الكيماويات، نركّز على تعزيز القدرة التنافسية للمملكة العربية السعودية من خلال تطوير قطاع صناعاتها التحويلية، وبناء القدرات المحلية التي تدعم التنوع الاقتصادي على المدي الطويل.
كذلك تسهم أعمالنا بدور ملموس في دفع الاقتصاد المحلي، وفي العام 2024م بلغ حجم الإنفاق المحلي لشركة (سابك) على مستوى السلع والخدمات 31.7 مليار ريال سعودي (8.5 مليار دولار أمريكي)، ما أسهم في تحقيق زيادة قدرها 4.5 % في المحتوى المحلي ليصل إلى 48.3 %. ونواصل العمل من خلال مبادرات مثل (نساند™)، من أجل دفع نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في سلاسل الإمدادات المحلية، ما مكّن من إيجاد 8,632 وظيفة جديدة في العام 2024م وحده.
ولا شك في أن تطوير القوى العاملة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لتأثيرنا على المستوى الوطني، وقد تجاوزت (سابك) التوقعات في إطار تنفيذ حملة التدريب الوطنية، حيث قدمت 750 ألف فرصة تدريب، متجاوزة بكثير تعهدها الأولي بتقديم 200 ألف فرصة بحلول العام 2025م. كما تعمل برامجنا التدريبية الأخرى، ومبادرات الابتعاث على تزويد الجيل القادم من المواهب السعودية بالمهارات اللازمة لدفع النجاح الاقتصادي للمملكة.
وعلى صعيد المسؤولية الاجتماعية، نؤكد أن التزامنا في هذا الجانب متأصل بعمق في ثقافتنا المؤسسية، حيث نحرص دائماً على دعم المجتمعات التي نعيش ونعمل فيها. وكان من أبرز ما ميز هذا العام رعايتنا للنسخة السادسة والخمسين من "أولمبياد الكيمياء الدولي" في مدينة الرياض، الذي جمع باقة من أفضل الكيميائيين الشباب الموهوبين من جميع أنحاء العالم، لعرض معارفهم وتحفيز الشباب الآخرين للاهتمام بالكيمياء. وقد حظي تأثيرنا الواسع في مجال المسؤولية الاجتماعية بالإشادة والتقدير، بما في ذلك تكريم من وزارة الصحة السعودية نظير مبادرتنا الخاصة بالصحة العامة والنفسية. كما حصلنا على تقدير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وجائزة "الخدمة التطوعية المتميزة للشركات" في الصين.
لا يزال الطريق أمامنا يحمل في طياته مزيجاً من التحديات والفرص، فتطورات مثل التقدم السريع في مجالات التشغيل الكهربائي، وإزالة الكربون، وعلوم المواد، كلها تتطلب المواءمة والتكيّف، كما أن التحولات السياسية والتطورات التنظيمية ستواصل تأثيرها على تغيّرات السوق ومتطلبات الزبائن. وبالنظر إلى العام 2025م وما بعده، سينصب تركيزنا على توجيه مسيرة التحول في (سابك)، وفتح المجال أمام الفرص الجديدة لإيجاد القيمة، مع مواصلة الوفاء بأهداف شعارنا (كيمياء وتواصل™). كما ستضع هذه الجهود الأساس للنمو المستدام طويل الأجل بما يتماشى مع الرؤية الطموحة للمملكة فيما يخص التنمية الوطنية، التي تتوالى فصولها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (حفظهما الله).
ختاماً؛ أود أن أعرب عن تقديري وامتناني لجميع موظفي (سابك) لتفانيهم في أداء مهامهم، وأوجه شكري لزبائننا وشركائنا لتعاونهم الدائم، ولمساهمينا على ثقتهم المستمرة في قدرة (سابك) على تقديم القيمة الأمثل. كما أود أن أشكر زملائي أعضاء مجلس الإدارة على توجيهاتهم، وأخص بالشكر أيضاً صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وزير الطاقة، وفريق العمل في وزارته، نظير دعمهم المستمر. فالمشاركة والإرادة القوية من قبل جميع الأطراف ذات العلاقة بأعمالنا أمران ضروريان لتشكيل مستقبل (سابك).
إخلاء المسؤولية: تستند هذه النسخة التفاعلية لـ(تقرير سابك السنوي الموحد) على الملف الأصلي المنشور على هذا الموقع الالكتروني بصيغة (PDF). وفي حال وجود أي اختلاف أو تناقض بين النسختين فإن نسخة الـ(PDF) الأصلية ستكون هي المعتمدة.